ما هو العهد الصوفي؟
العهد الصوفي عهد مع الله سبحانه وتعالى، بالتوبة والأوبة والتزام الأوامر والنواهي الشرعية، والجدّ والاجتهاد في طريق الحقّ سبحانه وتعالى، واصلاح الأخلاق والأحوال الباطنة، واقتفاء الآثار النبويّة والأخبار المرضيّة في جميع الأمور على قدر الاستطاعة.
- إذا كان العهد مع الله، فما ضرورة أن يؤخذ العهد على شيخ؟ لتحصيل بركة المعيّة، الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه بمعيّة الصادقين، فقال "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" و ملكة سبأ لمّا أرادت أن تتوب وتسلم ذكرت معّيتها لسيّدنا سليمان في ذلك الموضع لذات السبب، فقالت "رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" إذن المعيّة شيء مهم وضروري، يضمن لصاحبه الثبات والسلامة من العلل والآفات والانتكاسات.
- متى يطلب الإنسان أن يأخذ هذا العهد؟ عندما يتحقّق من مقصوده ومطلبه، ويستقرّ في قلبه صدقه في طلبه لمولاه والسعي في طريق رضاه، لأنّ العهد مع الله شيء عظيم، وصفه بذلك سبحانه وتعالى في قوله "فَمَنْ نَكَثَ فإنَّمَا يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أوْفَى بِمَا عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أجْراً عَظِيماً".
- هل هذا العهد يعني أني أطيع الشيخ في كل شيء؟ هذا العهد عهد على التعاون على البرّ والتقوى، في طاعة الله وطلب رضاه. فلا طاعة في معصية ولا في أي أمر يخالف الشرع الشريف. وكما ذكرنا فالعهد بالأصالة هو مع الله، فكيف يكون العهد مع الله فيه ما لا يرضي الله؟ هذا لا يكون أبدًا.