هل التوسل حرام؟
إجابة مختصرة بالقرآن والسنة وأقوال الأئمة
فيما يلي جمع من أقوال أئمة أهل السنة وأدلّتهم من القرآن والسنّة في جواز التوسّل بسيّدنا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكلّ صالح ووليّ، حتّى تحسم هذه المسألة المثارة ولا تحتاج لمزيد تفصيل ولا نقاش.
أولًا: من القرآن الكريم
"ولَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا" سورة النساء - آية 64
يقول إمام أهل السنّة فخر الدين الرازي (606 هجريا) في تفسيره مفاتح الغيب:
إنما قال: { وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ } ولم يقل واستغفرت لهم إجلالا للرسول عليه الصلاة والسلام، وأنهم إذا جاؤه فقد جاؤوا من خصه الله برسالته وأكرمه بوحيه وجعله سفيرا بينه وبين خلقه، ومن كان كذلك فان الله لا يرد شفاعته.
ويقول الإمام أبو السعود (951 هجريا) في تفسيره لهذه الآية:
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ } وعرَّضوها لعذاب [زائد] على عذاب النفاقِ بترك طاعتِك والتحاكمِ إلى غيرك { جَاءوكَ } من غير تأخيرٍ كما يُفصح عنه تقديمُ الظرفِ متوسِّلين بك في التنصُّل عن جناياتهم القديمةِ والحادثةِ ولم يزدادوا جنايةً على جناية بالقصد إلى سترها بالاعتذار الباطلِ والأَيْمانِ الفاجرة { فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ } بالتوبة والإخلاصِ وبالغوا في التضرُّع إليك حتى انتصبْتَ شفيعاً إلى الله تعالى واستغفرْتَ لهم وإنما قيل: { وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ } على طريقة الالتفاتِ تفخيماً لشأن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً لاستغفاره وتنبـيهاً على أن شفاعتَه في حيِّز القَبول { لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }
وأورد الإمام القرطبي (671 هجريًا) في تفسيره لهذه الآية ما يلي:
روى أبو صادق عن عليّ قال: قدِم علينا أعرابيّ بعدما دفّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، فرمى بنفسه على قبر رسول صلى الله عليه وسلم، وحَثَا على رأسه من ترابه فقال: قلتَ يا رسول الله فسمعنا قولك، وَوَعَيْتَ عن الله فوعينا عنك، وكان فيما أنزل الله عليك { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } الآية، وقد ظلمتُ نفسي وجئتك تستغفر لي. فنودي من القبر أنه قد غفر لكوأورد الإمام إبن كثير (774 هجريًا) في تفسيره لهذه الآية ما يلي:
وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه " الشامل " الحكاية المشهورة عن العتبي، قال كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } وقد جئتك مستغفراً لذنبي، مستشفعاً بك إلى ربي. ثم انصرف الأعرابي، فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال يا عتبي الحق الأعرابي، فبشره أن الله قد غفر له"وقد يقال أن روايتي القرطبي وإبن كثير لا يستفاد منهم حكم شرعي بالجواز، فنقول إنّما الشأن في إيرادهم لهذه الروايات دون غضاضة أو توقّف، ولو كان في فحوى الروايتين ما يفيد الشرك كما يدّعي البعض لما أوردوها في تفسيرهم وأقّروها بإثباتها فتأمّل.
"فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" سورة البقرة – آية 251
يقول الإمام ابن كثير (774 هجريا) في تفسيره للآية:
وقال ابن جرير حدثني أبو حميد الحمصي أُحد بن المغيرة، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا حفص بن سليمان عن محمد بن سوقة، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء "ويقول الإمام أحمد بن عجيبة المالكي الحسني (1224 هجريا) في تفسيره للآية:
لولا أن الله يدفع بأهل الطاعة والإحسان عن أهل الغفلة والعصيان، لفسد الأرض بشؤم أهل العصيان. وفي الخبر عنه صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله يَدْفَعُ بالمُصلِّي مِنْ أمَّتِي عَمَّنْ لا يُصلي، ويمنْ يُزكيَّ عَمَّنْ لاَ يُزَكِّي، وبِمنْ يَصُومُ، عَمَّنْ لاَ يَصُوم، وبمَنْ يَحُجُّ، عَمَّنْ لاَ يَحُجُّ، وبَمَّنْ يُجاهِدُ عَمَّنْ لاَ يُجَاهِدُ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى تَرْكِ هذِهِ الأشْياءِ ما أنْظَرَهُمُ الله طَرْفة عَيْنٍ ". وفي حديث آخر: " لولا عباد الله رُكَّع، وصبية رُضَّع، لصبَّ عليكم العذاب صبّاً ". ورَوى جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليُصْلِحُ بصلاح الرجل - ولده وولدَ ولدهِ، وأهل دُوَيْرَتِه، ودويراتٍ حوله، ولا يزالون في حِفْظِ الله ما دام فيهم " هـ. فهذا من فضل الله على عباده يصلح طالحهم بصالحهم، ويُشَفع خيارُهُم في شرارهم، ولولا ذلك لعجلوا بالهلاك.التوسل في السنة الشريفة:
ونبدأ هذه الفقرة برواية ذكرها الشيخ إبن تيمية نفسه فيه فتاويه (159/2) ، عن طريق الحافظ إبن الجوزي في كتابه "الوفا بفضائل المصطفى":"عن ميسرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبيًّا؟ قال: "لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْأَرْضَ وَاسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَخَلَقَ الْعَرْشَ كَتَبَ عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، وَخَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ الَّتِي أَسْكَنَهَا آدَمَ وَحَوَّاءَ، فَكَتَبَ اسْمِي عَلَى الْأَبْوَابِ وَالْأَوْرَاقِ وَالْقِبَابِ وَالْخِيَامِ وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ، فَلَمَّا أَحْيَاهُ اللهُ تَعَالَى نَظَرَ إلَى الْعَرْشِ فَرَأَى اسْمِي فَأَخْبَرَهُ اللهُ أَنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِك، فَلَمَّا غَرَّهُمَا الشَّيْطَانُ تَابَا وَاسْتَشْفَعَا بِاسْمِي إلَيْهِ"
وهذه الرواية يستفاد منها حصول التوسّل بذاته الشريفة صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل ولادته. أمّا في حياته صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيستدّل على التوسّل به الروايات التالية:
- حديث الأعمى الذي علَّمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّد إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ" رواه الترمذي وابن ماجه والنسائي وصححه جمع من الحفاظ
- وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه عند موت فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنهما، وهو حديث طويل، وفي آخره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اللهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ ولَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" وأبو نعيم في "الحلية"
أمّا بعد انتقاله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيستدلّ على جواز التوسّل به الروايات التالية:
وروى الإمام أبو محمد الدارمي في "سننه" عن أبي الجوزاء أوس بن مالك، قال: قحط أهل المدينة قحطًا شديدًا، فشكَوْا إلى السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت: "انظروا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فاجعلوا منه كُوًى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف"، قال: ففعلوا، فمُطِرْنا مطرًا حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسُمِّيَ عامَ الفَتْقكان خازن عمر- قال: أصاب الناس قحط في زمن سيدنا عمر رضي الله عنه، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك؛ فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال: "ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مُسْقَوْنَ، وَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ الْكَيْسَ"، قال: فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى سيدنا عمر رضي الله عنه وقال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه. وهذا حديث صحيح؛ صححه الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" وصححه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري".
أمّا عن جواز التوسّل بالصالحين من عباد الله في العموم، فيستدلّ بالروايات التالية:
- عن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مَنْ قَالَ حِينَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ؛ فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُنْقِذَنِي مِنَ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَأَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ" رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة، وهو حديثٌ صحيحٌ
- وحديث عُتبة بن غُزْوان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِذَا أَضَلَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا أَوْ أَرَادَ أَحَدُكُمْ عَوْنًا وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ، فَلْيَقُلْ: يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، فَإِنَّ للهِ عِبَادًا لا نَرَاهُمْ" أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" وقال عقب روايته: وَقَدْ جرّبَ ذَلِكَ.
وأخيرا نختم بأقوال أئمة الفقه من المذاهب الأربعة في مسائل التوسّل:
الشافعية:
- قال الإمام المجتهد بقية السلف تقي الدين السبكي في كتابه "شفاء السقام" "اعْلَمْ أنه يجوز ويَحسُنُ التوسلُ والاستغاثة والتشفعُ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وجوازُ ذلك وحسنُه من الأمور المعلومة لكلِّ ذي دِين، المعروفةِ مِن فعل الأنبياء والمرسلين، وسِيَر السلف الصالحين، والعلماء والعوامِّ من المسلمين"
- يقول الإمام القسطلاني في "المواهب اللدنية": "وأما التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته في البرزخ: فهو أكثر من أن يُحصَى، أو يُدرَك باستقصاء"
- قال الإمام ابن الجزري في "الحصن الحصين" المطبوع ضمن: "تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين": "ويتوسل إلى الله سبحانه بأنبيائه والصالحين"
- جاء في "فتاوى" العلامة الشهاب الرملي: ((سئل) عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد: يا شيخ فلان، يا رسول الله، ونحو ذلك من الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين؛ فهل ذلك جائزٌ أم لا، وهل للرسل والأنبياء والأولياء والصالحين والمشايخ إغاثة بعد موتهم، وماذا يرجح ذلك؟
أما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغاثة منهم معجزة لهم، والشهداء أيضًا أحياء شوهدوا نهارًا جهارًا يقاتلون الكفار، وأما الأولياء فهي كرامة لهم؛ فإن أهل الحق على أنه: يقع من الأولياء بقصدٍ وبغير قصدٍ أمورٌ خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم)
الحنفية:
- صنف علاَّمةُ زمانه المحدِّثُ السيدُ محمد مرتضى الزبيدي الحنفيُّ رسالةً سمَّاها: "تحفة أهل الزُّلْفة، في التوسل بأهل الصُّفّة"؛ كما ذكر في كتابه "تاج العروس
- قال الإمام الشلبي في نهاية كتابه "تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق" "هذا ما ظهر لكاتبه، بلغه الله مقاصده بمحمدٍ وآله"
- قال الإمام الخادمي في "بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية" "نقل عن الزيلعي: ويجوز التوسل إلى الله تعالى والاستغاثة بالأنبياء والصالحين بعد موتهم؛ لأن المعجزة والكرامة لا تنقطع بموتهم، وعن الرملي أيضًا بعدم انقطاعها بالموت، وعن إمام الحرمين: ولا ينكر الكرامة ولو بعد الموت إلا رافضي، وعن الأجهوري: الولي في الدنيا كالسيف في غمده، فإذا مات تجرد منه؛ فيكون أقوى في التصرف، كذا نقل عن "نور الهداية" لأبي علي السنجي"
المالكية:
- قال الإمام القرطبي في "التذكرة" :"نجانا الله من أهوال هذا اليوم بحق محمد نبي الرحمة وصحبه الكرام البررة، وجعلنا ممن حشر في زمرتهم، ولا خَالَفَ بنا على طريقهم ومذهبهم".
- قال الإمام ابن الحاج في "المدخل" "يتوسل إلى الله تعالى بهم في قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه ويستغيث بهم ويطلب حوائجه منهم ويجزم بالإجابة ببركتهم ويقوي حسن ظنه في ذلك فإنهم باب الله المفتوح، وجرت سنته سبحانه وتعالى في قضاء الحوائج على أيديهم وبسببهم، ومن عجز عن الوصول إليهم فليرسل بالسلام عليهم وذكر ما يحتاج إليه من حوائجه ومغفرة ذنوبه وستر عيوبه إلى غير ذلك، فإنهم السادة الكرام، والكرام لا يردون من سألهم ولا من توسل بهم، ولا من قصدهم ولا من لجأ إليهم هذا الكلام في زيارة الأنبياء، والمرسلين عليهم الصلاة والسلام عمومًا"
الحنابلة:
- قال أبو بكر بن أبي الخصيب: ذُكِرَ صفوانُ بنُ سُلَيْمٍ عند أحمدَ بنِ حنبل، فقال: هذا رجل يُستسقَى بحديثه، وينزل القطر من السماء بذكره خرّجه الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق"
- وقال الشيخ الصالحي الحنبلي في "الإقناع" "ولا بأس بالتوسل بالصالحين"
- وقال الإمام المرداوي في "الإنصاف": "يجوز التوسل بالرجل الصالح، على الصحيح من المذهب، وقيل: يستحب"