مقال بتاريخ أبريل 2012
سيدي محمد رسول الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يكتب إليكم هذه الرسالة عبد فقير من أمتكم، سُمي بأحمد تبركًا باسمكم المشرف. إني أعلم أن أمثالي لا يستحقون مخاطبتكم ولا الكلام معكم، ولكن ثقتي بأنكم أكرم من تردوا من توسل بكم ستقبل هذا الخطاب.
سيدي، قد تمنيت عيني أن تراكم وتسمع كلامكم منذ علمت بكم. أحلى ما في يومي هو عندما أدخل للنوم، لأنها فرصة أخرى كي تراك عيني، ولكني لا أنول هذا الشرف. سيدي إن كنت لا أراك لذنب اقترفته فأسألك أن تستغفر لي الله فإن لك عنده شفاعة، وإن كنت لا أراك كي تشوقني إليك فقد بلغ الشوق ذروته.
سيدي، منذ شغلني حبك صرت غريبًا عن الناس لا يفهمني أحد ولا أفهم أحد، بل لا أفهم نفسي. تتقلب أحوالي فأبكي بلا سبب وأضحك بلا سبب. كل يوم يمر ولا أراك فيه لا أحسب نفسي فيه من الأحياء، فما فائدة الحياة بدون المحبوب؟ بحثت عن حل فوجدت من ينصح بكتم الحب ليُطفئ لهيبه.
جربت ذلك، وكلما كتمت الحب زاد شوقي أكثر وزاد أثر الأسى على جوارحي. فجربت الشكوى والبوح لعلها تُطفئ ناري، ولكن كلما اشتكيت تذكرت، وكلما تذكرت اشتقت، وكلما اشتقت بكيت.
سيدي، أكتب إليك هذا وأنا أعلم أنك أولى وأرحم بي من نفسي، وحاشاك أن تترك فقيرًا من أمتك في ضيق أو كرب.
سيدي، والله المعبود إني لأغار من جذع النخلة التي هدأت روعها، ومن الغزالة التي كلمتك ومن الحجر الذي سبح بين يديك. والله لولا أن الله كرم بني آدم على الخلق، لتمنيت أن أكون حجرة من اللاتي سبحن بين يديك، فإن حياتي في قربك ومماتي هو بعدي عنك.
سيدي، منذ تملك القلب حبك لم يعد للحياة معنى في بعدي عنك، وصار كل ما أريده منها أن أتشبه بك. ولقد عاهدتك عهدًا وأنا عليه والله علي شاهد، أن أعيش حياتي كلها في كرب وضيق إن أردت مقابل أن أراك مرة واحدة في يوم القيامة وتنادي علي باسمي، ثم يصرفني الله حيث يشاء ففي رؤياك كل آمالي.
سيدي، تمنيت لو كان قلبي بيدي فأنزع منه الأسى عليك ولكنه ليس كذلك. سلبت مني قلبي وحالي ولا حيلة لي في ذلك أو قوة، فتعطف علي بنظرة رضا منك تريح بها قلبي، حتى أراك بإذن الله في موعدنا على حوضك كما وعدتنا.
سيدي، لما غلب حبك على قلبي ونطقت به خرج علي من يلومني ويعذل في مدعيًا أني أغالي في حبك. سيدي، ماذا نقول لقلوب كالحجارة أو أشد قسوة، استأنذك أن تدعو لهم الله ليرقق قلوبهم ويشرحها للإيمان.
سيدي، اشتقت إلي زيارتك وتقبيل تراب المدينة، فأذن لي بزيارتك قريبًا واجعلني في خاطرك، فإنك لا تغيب عن خاطري.
شارك المحتوي